يشار إلى أن العداء لمسلمي بروما يعد أحد الأسس الرئيسية للمجتمع في بورما؛ حيث ينظر إلى المسلمين على أنهم مهاجرون غير شرعيين رغم الوجود التاريخي للمسلمين في بورما.
كما أن الحكومة العسكرية لا تعترف بهذه الحقيقة التاريخية، فمنذ الانقلاب العسكري الذي حدث في 1962 عمدت الحكومة العسكرية إلى طرد المسلمين من الوظائف الحكومية والجيش، وطرد الآلاف من مسلمي بورما خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي إلى بنجلاديش.
ووفقا للإحصائيات الرسمية للأمم المتحدة، تعد الأقلية المسلمة في بورما، والبالغ عددها 4% من إجمالي عدد السكان أحد أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، وتعد طائفة الروهينجيا المسلمة البالغ تعددها 1750 ألف نسمة، والتي تتركز في ولاية راخين المحاذية لبنجلاديش هم الأكثر اضطهادا من بينهم.
ممارسات عنصرية:
تعتبر الضغوط الاقتصادية جزءا من الممارسات الظالمة التي تنتهجها الحكومة البوذية ضد مسلمي بورما، فمن جانبها عمدت الحكومة إلى رفع أسعار السلع الغذائية الضرورية في الأحياء ذات الأغلبية المسلمة مما أدى إلى نشوء وضع أشبه بالمجاعة، بالإضافة إلى فرض شروط قاسية على زواج المسلمين، وذلك بهدف تقليل الوجود الإسلامي في البلاد، وتسهيل القضاء عليهم نهائيا، ونتيجة لتلك الممارسات فر الآلاف من مسلمي بورما إلى تايلاند وبنجلاديش للعيش في مخيمات حدودية، كما حرم النظام البورمي المسلمين من الالتحاق بالوظائف الحكومية، وأجبر القليلين منهم الذين حصلوا على وظائف على تغيير أسمائهم الإسلامية.
طمس الهوية:
اتخذ النظام البوذي في بورما إجراءات قاسية لطمس الهوية الإسلامية، وذلك عن طريق هدم المساجد والمدارس التاريخية والآثار الإسلامية، كما منعت الحكومة البوذية القيام بأعمال الترميم أو إعادة بناء تللك المساجد أو المدارس التاريخية التي تهدمت بفعل عوامل الزمن.
الطرد الجماعي:
على مدار التاريخ تكررت أعمال تهجير مسلمي بورما خارج الوطن، ففي عام 1962م عقب الانقلاب العسكري طرد أكثر من 300.000 مسلم إلى بنجلاديش. وفي عام 1978م طرد أكثر من نصف مليون مسلم، في أوضاع قاسية جدا، مات منهم قرابة 40.000 من الشيوخ والنساء والأطفال حسب إحصائية وكالة غوث للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وفي عام 1988م تم طرد أكثر من 150.000 مسلم، بسبب بناء القرى النموذجية للبوذيين في محاولة للتغيير الديموغرافي. وفي عام 1991م تم طرد قرابة نصف مليون مسلم، وذلك عقب إلغاء نتائج الانتخابات العامة التي فازت فيها المعارضة بأغلبية ساحقة انتقاما من المسلمين؛ لأنهم صوتوا مع أهل البلاد لصالح الحزب الوطني الديمقراطي لمعارض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق