لردُّ على من يقول: "الله موجود في كلِّ مكان" أو "موجود في كلِّ الوجود"
الشيخ: محمد ناصر الدين الألبانيُّ -رحمه الله-
السائل: كثيرٌ من المسلمين [تسمعهم][1] يقول: "الله في كلِّ مكان"، أو "موجود في كلِّ الوجود".
الشيخ: أي، نعم.
السائل: ولا يعرفو شيئًا في هذا الباب.
الشيخ:
هذا هو الضَّلالُ المبِينُ، مع صريح القرآن بأنَّ ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: 5].
وقوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ [الأعلى: 1].
ووصفه لِعباده المؤمنين: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [النحل: 50].
﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾ [المعارج: 4]
﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: 10].
آيات كثيرة، وأحاديث كثيرة تُبيِّن أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الغنيٌّ عن العالمين، وأنَّه مستعلٍّ على خلقه أجمعين، وأنَّه ليس مُمَازِجًا لخلقه، كما يقول هؤلاء النَّاس الذين أشرت إليهم أنَّ الله في كلِّ مكان.
الله في كلِّ مكان؟! تعالى الله عمَّا يقول الظَّالمون علوًا كبيرًا.
في الحدِيث الصَّحِيح: "كان الله ولا شيء معه"[2].
وين المكان [هاللي] حشروه النَّاس في كلِّ مكان؟ وبخاصة هذه الأمكنة فيها الأمكنة الطَّاهرة، وفيها الأمكنة النجِسة والخبيثة، فيها الكهارِيز وفيها البارات، وفيها الحانات، والخانات، و و إلى آخره.
كيف لا ينزِّهون الله -عزَّ وجلَّ- عنْ أنْ يكون في كلِّ مكان، مع أنَّه يقول في أكثر مِن آية -كما ذكرنا- أنَّه على العرشِ استوى؟!
وفي الحديثِ الصَّحِيح -والوقتُ ضيِّق- أنَّ الرَّسول عليه السَّلام أنَّه سأل جارية يريد سيّدها أنْ يعتقها قال لها: ((أين الله؟)) قالت: في السَّماء، قال لها: ((منْ أنا؟)) قالت: أنت رسول الله. فالتفت إلى سيدها وقال له: ((اعتقها فإنَّها مُؤمِنة)).[3].
الجارية في عهد الرسول أفقه مِن كثيرٍ من الفقهاء اليوم؛ لأنَّك إنْ سألت كثيرًا من هؤلاء: أين الله؟ أجابك: في كلِّ مكان!
وبيكون الواحد جالس بيقولوا: الله موجود في كلِّ الوجود.
مساكين هؤلاء الناس!
الوجود مخلوق، وكان الله ولا مخلوق، فهل ربُّنا بعد أنْ خلق المخلوق اندسَّ في هذا المخلوق على ما فيه من قاذورات؟!
تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا." ا. هـ.
المصدر: سلسلة الهدى والنور الشريط رقم: 178 الدقيقة: 1:17:33.
شكرا على الافادة ...موضوع جد قيم.
ردحذفالعفو شكرا على المرور
حذف